إنحدار الكنيسة القبطية
Der Niedergang der Koptischen Kirche (Arabischer Text)
Produktform: Buch / Einband - flex.(Paperback)
1. تمهيد
"تنتابنا مشاعر محفوفة بالقلق والاضطراب عند تأملنا للموقف الحالى الذى يكتنف الكنيسة القبطية بصفتها
مؤسسة معترف بها من قِبل الدولة المصرية أكثر من أى جماعات أخرى تأخذ على عاتقها – وهو شعور لا
ينفك عنها – مهمة الحفاظ على تراث الأمة المصرية، وترعى وتصون بشغف حضارة العالم أجمع".
كانت هذه بداية كلماتى التى استهللت بها رسالتى إلى البابا شنودة الثالث فى عام 1978 . فى هذه الرسالة أعربت
لقداسة بطريرك الكنيسة القبطية عن بعض القضايا الحرجة التى تؤرقنى تجاه مهمة الكنيسة القبطية، كما
أفصحت عما يدور بخلدى من مقترحات، من شأنها أن تعمل على تحسين هذا الموقف. لم يكن مستبعدا عن
خاطرى بطبيعة الحال ألا تلقى رسالتى هذه ثمة اهتمام ي ذكر- وهذا ما حدث بالفعل، إذ أننى لم اتلق ردا مطلقا
عليها. وكيف لى أن انتظر ردا على إشكاليات شديدة الحساسية والإحراج!
والآن، وبعد مرور 41 عاما على هذه الرسالة، أجد نفسي شاهدا حيا على إنحدار الكنيسة القبطية. ومن منطلق
مجال تخصصى كعالم فى الدراسات القبطية – ووفقا لوجهة نظر أساقفة أقباط وقساوسة وغيرهم من غير
المختصين ممن يعتبروننى "واحدا من أفضل علماء القبطيات فى العالم" – أجد لزاما علي أن أجدد دعوتى
للخوض فى نقاط شتى لتجنب هذا الإنحدار، والحيلولة دون سقوط الكنيسة القبطية فى هوة فقدان دورها المهم.
والسطور التالية تعبر عن خواطر ومشاعر تعتمل فى نفسي، ويتقاسمها معي آخرون، ليس فقط كثير من
الأقباط وغيرهم من أهل العقيدة، بل يوافقنى فيها أيضا مصريون لا علاقة لهم بهذا التخصص، ولكنهم يفكرون
معي دون رغبة منهم أو قدرة على البوح بما يجول بخاطرهم فى هذه الأمورفى شكل رسائل نصية كتابة.
وكم تمنيت أن أستشهد "بأقوال يسوع المشهورة" المذكورة فى الأناجيل باللغة البحيرية )نسبة لسكان الدلتا
"بحرى" المطلين على البحر المتوسط(، إلا أن هذا الأمر يكاد يكون ضرب من ضروب التعقيد على القراء
ممن يرغبون قراءة هذه النصوص وإدراك ما تحمله من معان. ومن هنا قمت بنقل تلك الاستشهادات عن اللغة
اليونانية إلى الألمانية مباشرة، حتى يتسنى لأى شخص قراءتها واستخلاصه بنفسه لما تحمله من دلالات.
إن ما اقدمه هنا من إسهام علمى لا أبتغى من وراءه سوى شيئا واحدا ، وأرجو أن تخرج منه – عزيزى
القارىء- بفكرة واحدة لا مناص للتشكيك فى غايتها المنشودة: إن الأمرلا يتعلق عندى فى أهميته بشىء آخر
سوى الكنيسة القبطية، وليس بشخصى المتواضع.
برلين – تحريرا فى الأول من يونيو 2020
د. فولفجانج كوزاكweiterlesen
25,00 € inkl. MwSt.
kostenloser Versand
lieferbar - Lieferzeit 10-15 Werktage
zurück